الإمساك عند الطفل(Constipation) أو الرضيع قد يكون سببه قلق واضطراب وكذلك خوف أيضا. فالقلق قد يولد حالة انفعالية عند الطفل وخوف ومن ثم يكون الإمساك نوع من الحالة الانعكاسية والقلق قد يكون سببه الأم أو الجو الأسري الذي يحيط بالرضيع أو الطفل.
الطفل الذي يعاني من اضطراب عاطفي أو الحرمان من الأمومة وعدم إشباع شعوره النفسي بالدفء والحنان والعاطفة قد يحدث عنده إمساك أيضا. والرضيع أو الطفل الذي يعاني من حالة خوف قد يحدث عنده إمساك كنوع من الترجمة لمشاعر الخوف لديه إلا أنه لابد من معرفة حالة الإمساك الناتجة عن حالة عضوية لدي الطفل أو الرضيع. وفي الوقت نفسه لا بد من تحديد كم مرة من المفروض أن يتغيط الرضيع أو الطفل (يتبرز).
فتبرز الطفل مرتين أو مرة شيء طبيعي وكذلك تبرز الرضيع 2-3 مرات شيء طبيعي لكن أن لا يتبرز الطفل في 14 ساعة ولا مرة واحدة فهذا مؤشر لوضع غير طبيعي في عملية الإخراج ولذا فإنه لا بد من أن يكون علي بينة من أن الرضيع أو الطفل لا يعاني من أية حالة مرضية أو وضع غير طبيعي لديه يسبب له حالة الإمساك. فقد يكون الإمساك لدي الطفل من نتاج وجود اضطراب أو مرض في القولون أو المستقيم. والإمساك قد لا يكون سببه الحالة الغذائية عند الطفل ومن ثم فإنه لا بد من معرفة ما يتناوله الرضيع من غذاء بجانب حليب أمه أو ما نوع غذائه إن لم تكن أمه ترضعه وكذلك لا بد من معرفة ما نوع الأغذية التي تتناولها الأم والتي من الممكن أن تكون سبب الإمساك عند الرضيع. أما الطفل فلا بد من معرفة نوع الأطعمة التي يأكلها والتي من المحتمل أن يكون لها دوراً في حالة الإمساك عنده.
كما أنه لا بد من معرفة الظروف التربوية التي تسلك مع الرضيع أو الطفل إزاء تنظيم عملية الإخراج من حيث مفهوم الأبوين لهذه العملية والزمان الذي يرونه ممكناً لعملية الإخراج وطريقة ممارسة الطفل لها كما أنه لابد من معرفة ما إذا كان الآباء يستعملون (مُلينات) بغرض جعل الرضيع أو الطفل يقوم بعملية الإخراج. وإذا كان موضوع معرفة وجود قلق أو انفعال أو خوف من الأهمية لغرض التشخيص وعلاج الحالة فإنه من الأهمية أيضاً في حالة المقارنة المرضية للحالة.
ومن الملاحظ أيضاً أن عملية الإمساك قد تكون ناتجة عن ظروف وضعية معينة كأن يذهب الطفل للحمام قبل ذهابه للمدرسة لكنه لا يجد ما يقوم بإخراجه كي لا يحصل عنده شعوراً بالإخراج وهو في الصف المدرسي.