اضطراب الشخصية الاجتماعية – المعادية للمجتمع – (اللااحتماعي أو السيكوباتية)
Dissocial Personality Disorder
اضطراب شخصية يتميز بعدم الاهتمام بالالتزامات الاجتماعية وافتقاد الشعور مع الآخرين وعنف غير مبرر أو مبالاة واستهتار. ولا يمكن تغير السلوك عن طريق الخبرة أو العقاب وكذلك نجد أن هناك قدرة ضعيفة جداً علي احتمال الإحباط وسهولة شديدة في تفريغ العدوان بما فيه العنف مع استعداد شديد للوم الآخرين أو لتقديم مبررات مقبولة ظاهريا للسلوك مما يضع الشخص في صراع مع المجتمع.
وتنتشر هذه الشخصية بين نزلاء السجون والمعطلين والمجرمين نظراً لأنها تتميز بالاندفاع إلي العدوان وعدم التعلم من التجربة وعدم استطاعة صاحبها مقاومة أي إغراء وثورة علي تقاليد المجتمع.
وهو في سبيل ذلك لا يحترم أي عاطفة وقد يصبح متلبد الشعور لا يبالي بآلام الآخرين وأحيانا ما تكون هذه الشخصية من الذكاء والقدرة والوسامة بحيث توقع الكثير من النساء في حبائلها وبعد أن يتزوج السيكوباتي ويأخذ كل أموال زوجته يهجرها بأولادها ويتزوج بأخرى... وهكذا، ولا مانع بعد ذلك أن يعود إلي الزوجة الأولي ويقبل أقدامها وسؤلها المغفرة وأنه لا يعود ثانية إلي ما فعل ولكنه سرعان ما يعود لطبيعته دون نزاع.
نجد في تاريخ صاحب هذه الشخصية السيكوباتية دائما منذ الطفولة بعض الأعراض التي تشير إلي هذه الشخصية مثل الكذب والسرقة والاغتصاب والانحراف الجنسي والإدمان.
وقد اختلف الباحثون في أسباب نشأة هذه الشخصية من عوامل وراثية إلي أسباب فسيولوجية في الجهاز العصبي خاصة أنها تلي بعض الأمراض كالحمى المخية والصرع إلي الخليط بين الاثنين. وقد لوحظ أخيراً أن نسبة عالية من نزلاء السجون من السيكوباتين يتميزون بطول القامة والوهن ووجود بعض الصبغيات الشاذة في هيئة xyy.
ويوجد نوعان من الشخصية السيكوباتية:-
( أ ) السيكوباتي المتقلب العاجز:-
وهو كثير الشبه بالشخصية العاجزة فنجده دائما في عمل متغير لا يستطيع المثابرة علي عمل واحد أكثر من شهور ويتخلل ذلك مشاجرات ومشاحنات وثورة ضد نظام العمل وعدم الاهتمام بنتائج ذلك السلوك وينعكس ذلك أيضا في ارتباطاته العائلية فتتعدد زيجاته وأطفاله من كل زوجة دون تحمل المسؤولية لرعايتهم ولا يستطيع الإخلاص لأحد وعلي الرغم من الحماس والعاطفة الظاهرة إلا أنهما سرعان ما تخمد وتتبخر مع مغامرات جنسية مستمرة دون استبصار بالمضاعفات.
( ب ) السيكوباتي العدواني المتقلب الانفعال:-
وهي أقل شيوعا من النوع السابق ولكنه يضاد المجتمع بطريقة أكثر ضرراً ويندفع هؤلاء للجريمة والقتل والاعتداء علي الغير لأتفه الأسباب أما المتبلد انفعالياً فيتناسى ولاءه وصداقاته في سبيل مصلحته الشخصية ويهجر زملاءه لمنافعه الذاتية ولا يكترث لمصائب الناس مادام هو بعيد عنها وينجح هؤلاء في الوصول إلي المناصب الكبيرة نظراً لانتهازيتهم وعدم تمسكهم بأي مبادئ أخلاقية أو اجتماعية وأحيانا ما يسيطر علي هؤلاء حب السلطة مع بعض السادية كما حدث مع هتلر .
وعلاج الشخصية السيكوباتية من أصعب مشكلات الطب النفسي وكلما كان المريض صغير السن كان الأمل في التحسن كبيرا يساعد على التحسن وجود انفعال قوى غير متبلد وان تكون النوبات الاندفاعية متفاوتة وليست مستمرة وأن تتوافر الرغبة في المساعدة والعلاج ويفشل العلاج مع المجرمين والقتلة وراغبى العدوان المستمر.